يعد الضمور البقعي المرتبط بالعمر أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. هذا المرض هو مرض يصيب مركز الرؤية للطبقة العصبية الموجودة في الجزء الخلفي من العين. إن تلف هذه المنطقة التي تضم المركز البصري يؤثر سلباً على الحياة. شبكية العين هو الاسم الذي يطلق على الطبقة العصبية التي تغطي الجزء الخلفي من العين.

هذه الطبقة العصبية رقيقة جدًا وتضمن إدراكًا صحيًا للصورة. تختلف درجة تأثر الرؤية في أمراض الشبكية باختلاف مكان حدوث الضرر، أي المرض. على سبيل المثال، فإن الضرر الواسع النطاق الذي يصيب حواف شبكية العين، أي البعيدة عن مركز الرؤية، قد لا يؤثر على الرؤية على الإطلاق، في حين أن أدنى مرض يؤثر على مركز الرؤية الدقيق قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل كبير.

أعراض المرض

وقد لا يسبب المرض أعراضًا خطيرة في البداية. ولهذا السبب فإن الفحوصات الدورية مهمة جداً في تشخيص المرض. أعراض المرض هي كما يلي.

  1. فقدان الرؤية
  2. رؤية الأشياء أكبر أو أصغر مما هي عليه
  3. رؤية الأشياء والخطوط على أنها ملتوية أو مكسورة
  4. الظلام في الأفق
  5. تدهور في الجودة البصرية
  6. اضطرابات رؤية الألوان

أنواع المرض

هناك نوعان من المرض: النوع الجاف والرطب. ويشاهد النوع الجاف بنسبة 90%، أما النوع الرطب فيشاهد بنسبة 10%. ومع ذلك، فإن التشخيص المبكر يكون أكثر أهمية في النوع الرطب لأنه يسبب فقدان البصر. يتطور المرض بشكل أسرع من النوع الجاف ويسبب فقدان الرؤية المفاجئ، وتدهور رؤية الألوان وحساسية التباين، والعمى نتيجة النزيف في الأوعية الجديدة التي تتشكل في شبكية العين والبقعة مع مرور الوقت.

النوع الجاف: ويحدث بسبب تراكم الدروزين (المادة الزيتية) تحت طبقات الشبكية. يتقدم ببطء أكبر ويسبب فقدان البصر على المدى الطويل.

النوع الرطب: ويحدث عندما تتقدم الشعيرات الدموية التالفة في منطقة المريض نحو شبكية العين. وهذا النوع يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية المفاجئ. وهو أقل شيوعاً من النوع الجاف، ولكنه يشكل 80% من مجموعة المرضى الذين يصابون بفقدان شديد للبصر. خاصة إذا كان المريض يعاني من تكوين غشاء (غشاء الأوعية الدموية المشيمية-CNVM) في عين واحدة، فإن العين الأخرى معرضة للخطر أيضًا (22٪ من المرضى يصابون بالمرض في العين الأخرى خلال عام).

يتم تمييز كلا النوعين عن بعضهما البعض عن طريق تصوير الأوعية الدموية للعين (FFA) – تحليل وفحص التصوير المقطعي للعين (OCT). في إجراء FFA، بعد إدخال صبغة خاصة (فلوريسئين) يتم إدخالها عبر أوردة الذراع إلى نظام الدورة الدموية، يتم التقاط صور للعين لمدة 10 دقائق للتحقق من وجود الشعيرات الدموية التالفة. تتمثل طريقة OCT في التقاط صور مقطعية رقيقة جدًا لطبقة شبكية العين العصبية.

التحاليل المطلوبة

فحوصات FFA وOCT؛ وهو ضروري للغاية في تأكيد التشخيص والتمييز بين أنواع المرض وتحديد العلاج والمتابعة.

في إجراء FFA، بعد إدخال صبغة خاصة (فلوريسئين) يتم إدخالها عبر أوردة الذراع إلى نظام الدورة الدموية، يتم التقاط صور للعين لمدة 10 دقائق للتحقق من وجود الشعيرات الدموية التالفة. تتمثل طريقة OCT في التقاط صور مقطعية رقيقة جدًا لطبقة شبكية العين العصبية.

العلاج بالحقن داخل العين

في علاج الضمور البقعي الرطب المرتبط بالعمر (الضمور البقعي)، يعد الحقن داخل العين الطريقة الأكثر فعالية حاليًا لدى المرضى المناسبين.

مرض السكري والضمور البقعي المرتبط بالعمر من الأمراض التي تؤثر على طبقة الشبكية. وهي السبب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر في الأعمار المتقدمة. السبب الشائع لفقدان البصر في هذه الأمراض هو تطور تكوين أوعية دموية جديدة في طبقة الشبكية التي تحتوي على مركز الرؤية. الأوردة المتكونة حديثًا بسبب هذه الأمراض لا يمكنها أداء واجباتها بشكل مثالي لأنها ليست قوية مثل البنية الوعائية الأصلية الموجودة. ونتيجة لذلك، يتسرب السائل من الأوعية ويحدث النزيف. تتطور الوذمة الشبكية نتيجة لتسرب السائل الموجود خارج الوعاء، أي تجمعه في الشبكية، مما يسبب فقدان الرؤية. قد يكون علاج فقدان البصر المتطور دائمًا، ولكن إذا تأخر يصبح من الصعب علاجه.

قد يؤدي تكوين أوعية دموية جديدة في شبكية العين إلى العمى. هناك بعض طرق العلاج لمنع هذه الحالة. الهدف من العلاج هو اختيار الطريقة الأكثر فعالية والأقل خطورة أولاً. وقد أظهرت الدراسات الحديثة فعالية العلاج بالحقن في أمراض الشبكية. العلاج بالحقن هو طريقة يتم تطبيقها عن طريق حقن دواء يمنع تكوين أوعية دموية جديدة في السائل داخل العين. وقد أظهرت الدراسات أن هذا الدواء ليس له أي تأثير سام على شبكية العين. وحقيقة أنها طريقة مفيدة لمرضى السكري والضمور البقعي المرتبط بالعمر (الضمور البقعي) قد مكنت مجموعة واسعة من المرضى من الاستفادة من هذا العلاج.

كيف يتم إعطاء الحقن داخل العين؟

يتم استخدام نوع من البروتين (الأجسام المضادة لـ VEGF) في علاج الحقن داخل العين. في بعض الحالات (مرض السكري، وما إلى ذلك)، قد يكون من الضروري إضافة بعض تريامسينولون إلى الأدوية المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية.

في علاج النوع الرطب من الضمور البقعي، والذي يظهر لدى واحد من كل ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 75-85 عامًا، تعد الأدوية المضادة للـ VEGF التي يتم تطبيقها عن طريق الحقن بالإبرة في العين طريقة ناجحة معتمدة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. الإدارة (FDA) وبدأ تطبيقها في النوع الرطب من المرض. يمنع الدواء المضاد لـ VEGF المستخدم أثناء العلاج فقدان البصر عن طريق منع البروتين الذي تفرزه خلايا العين خلف العين في حالة المرض وتكوين أوعية دموية جديدة. يوقف الدواء الذي يتم حقنه في العين على فترات تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع تطور الأوعية الدموية في الضمور البقعي ويقلل بشكل كبير من شكاوى المريض.

كم مرة يتم تطبيق طريقة الحقن؟

يتم تطبيق الحقن 3 مرات على الأقل، ولكن هناك أيضًا مرضى يتم إعطاؤهم أكثر. تتراوح فترات الحقن ما بين 4-6 أسابيع حسب استجابة المريض للعلاج.

ماذا يحدث إذا لم يتم علاج المرض؟

وإذا تركت دون علاج، تنخفض الرؤية بنسبة 95% والنتيجة هي العمى. وعلى الرغم من أنها لا تسبب العمى الكامل، إلا أن الرؤية تنخفض إلى مستوى يمكن اعتباره أعمى قانونيًا ويصبح المرضى غير قادرين على رؤية النقطة التي ينظرون إليها. فمثلاً لا يستطيع الإنسان أن يرى وجه من يقف أمامه، بل يستطيع أن يرى ذراعه أو رجله.

لا يستطيع هؤلاء المرضى الخروج بمفردهم، بل يمكنهم القيام بأعمالهم الخاصة في المنزل، لكنهم يحتاجون إلى مساعدة الآخرين في معظم أعمالهم. ولأنهم لا يستطيعون الرؤية، لا يمكنهم القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون أو القيادة.